علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ ((35))

 علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ ((35))

علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ ((35)) 

 كتاب معرفة الإسلام تحليل لا قيمة له 

 يقول علي شريعتي : 
 ومن هنا نجد أنفسنا الآن بحاجة ماسة إلى تكوين معرفة علمية دقيقة وتحليل شمولي موضوعي عن الإسلام ويمثل هذا الكتاب خطوة أولى في هذا الاتجاه (26))
وفي ص ((27))
  

يجدر بي التذكير بأن الهدف من وراء هذه المحاضرات هو إبراز الوجه الحقيقي للإسلام واستيحاء مقاصده الأصلية .
ومن هنا فقد عمدت في القسم الأول من الكتاب إلى إيراد الأساس العقائدي للإسلام كمذهب وفي القسم الثاني سلطت الأضواء على جوانب وأبعاد شخصية محمد
وفي ص 28 قال : يمثل الكتاب الحالي خطوة أولى تخطوها اللغة الفارسية في طريق التعرف على الإسلام بأسلوب علمي منهجي تحليلي وأدعو جميع المتطلعين إلى التعرف الحقيقي على الإسلام . 

 وبعد ذلك نقض كل ما جاء به بقوله:
ما أوردته هنا تحليل نفسي لشخصية محمد من منظار علم الاجتماع وإذا لم يكن هذا التحليل منسجماً مع الحقيقة فلأن تفاصيل حياة محمد وسيرته لا يمكن إخضاعها جميعاً لقوانين علم الاجتماع وضوابط علم النفس ولا يمكن حشرها في قوالب علمية متعارفة .
في هذه الخمسة عشر عاماً من عمر محمد لا أحسب عالم الاجتماع يهتدي إلى شيء غير ما قلته هنا من أن في أعماق وجود محمد وقعت حوادث وتحولات ليس بوسع أي عالم اجتماع أن يضع يده عليها حتى لو كان معايشاً للنبي فضلاً أن يكون جاء بعده بأربعة عشر قرناً من الزمن . هامش ص255

إن علي شريعتي كشف عن زيف المنهجية التي اتبعها في كتابه ((معرفة الإسلام)) والتي هي عبارة تحليل نفسي من منظار علم الاجتماع وإن كان قد قيدها ــ بالعبارة المتقدمة ــ بـشخصية محمد كما عبر إلا أنه لا وجه لهذا التقيد بعد أن كانت المنهجية المتبعة في جميع فصول الكتاب هي منهجية واحدة لم تختلف.
وهذا الاعتراف بمثابة الرد القاصم على كل ما سطره من أقاصيص وأباطيل ويجعلها تحت الركام الذي لا قيمته له ويبين أن ما جاء به في ((معرفة الإسلام)) لا يمكن أن يُكون معرفة علمية دقيقة وتحليل شمولي موضوعي عن الإسلام ، ولم يمثل خطوة أولى في هذا الاتجاه ، وليس من شأنه إبراز الوجه الحقيقي للإسلام واستيحاء مقاصده الأصلية ، ولا يُثمل التعرف على الإسلام بأسلوب علمي منهجي تحليلي ولم يكن من شأنه أن يمثل إطلالة ولو بسيطة على الإسلام بل على العكس من ذلك تماماً لأن أصول الدين وفروعه لا يمكن إخضاعها للتحاليل النفسية من منظار علم الاجتماع . 

 وهذه الزلات والدلالات يظهرها الله تعالى على ألسن الكذابين والمُضلين ليكشف عن دجلهم وخداعهم ويفضحهم بذات أقوالهم كما ورد عن الإمام الصادق ((عليه السلام)) : ((إن مما أعان الله به على الكذابين النسيان)).الكافي ج2،باب : الكذب
والسيد الطباطبائي ((رحمه الله)) له كلام لطيف في هكذا مجال حيث يقول : لا يخلو الحديث الكاذب ولا الأحدوثة الكاذبة من تناف بين أجزائه وتناقض بين أطرافه أو شواهد من أوضاع و أحوال خارجية تحف به وتنادي بالصدق وتكشف القناع عن قبيح سريرته و باطنه و إن حسنت صورته .. وإن الكاذب لا يلبث دون أن يأتي بما يكذبه أو يظهر ما يكشف القناع عن بطلان ما أخبر به أو ادعاه ، والوجه فيه أن الكون يجري على نظام يرتبط به بعض أجزائه ببعض بنسب وإضافات غير متغيرة ولا متبدلة فلكل حادث من الحوادث الخارجية الواقعة لوازم وملزومات متناسبة لا ينفك بعضها من بعض ، ولها جميعا فيما بينها أحكام وآثار يتصل بعضها ببعض .. وليس في وسع الإنسان ولا أي سبب مفروض إذا ستر شيئا من الحقائق الكونية بنوع من التلبيس أن يستر جميع اللوازمات والملزومات المرتبطة به أو أن يخرجها عن محالها الواقعية أو يحرفها عن مجراها الكونية فإن ألقى سترا على واحدة منها ظهرت الأخرى وإلا فالثالثة وهكذا. تفسير الميزان ج11،ص 55ــ56.

الشیخ هشام کاظم

المصدر

‏علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ‏

https://www.facebook.com/groups/1200401219983735

أرسلت بواسطة Admin في Sun 27 Aug 2017 |