الرد الفاضح على الضلال الواضح (٢) - ياسر عودة والتشكيك في الرجعة

ساخت وبلاگ
ياسر عودة والتشكيك في الرجعة 
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين .. 
واللعن الدائم الابدي على اعدائهم ومنكري فضائلهم الى قيام يوم الدين ..
 آمين رب العالمين 
بعد اتمام الجزء الاول الذي دار حول انكار ( ياسر عودة ) لفضل زيارة الامام الحسين ( ع ) في يوم عرفة وبعض المختصات للزيارة المباركة ، نأتي الى قضية ثانية حاول نفس المدعو ان يشكك فيها ويسقطها عن عين الاعتبار ، غير آبه ولا منتبه الى فداحة هكذا عمل ، ونعني قضية الرجعة التي وردت بتواتر معنوي و استفاضة كبيرة بالاحاديث المباركة ، وتم تأييدها بالإجماع ، فقد اشار من خلال المقطع الذي سنضع رابطه الى عدة نقاط منها تسمية الراجعين ومنها الاتهام بالتدليس والكذب في الروايات ومنها الاستدلال بجواب الامام الرضا ( ع ) ، ومنها كذلك انه رد القضية بزعمه أن  احدى الآيات لا تدل على الرجعة وانها خاصة بزمن معين فلا يمكن الاستدلال بها ، وكذا الشبهات الكثيرة ، وسنحاول ان نوجز النقاط بشكل مختصر ومفيد بعون الله تبارك وتعالى . 
رابط المقطع الذي يتحدث فيه حول القضية : 
اولاً : نبين نقاط متفرقة ومهمه جداً : 
1-لابد ان ننتبه جيداً الى قضية الحكم على الروايات قبل الخوض ،  فليس كل ما لا تدركه عقولنا يكون مكذوباً أو غير صحيح ، نحن نتعامل مع روايات أهل بيت العصمة والنبوة ومهبط الوحي ومعدن العلم ، فلا يُتصور ان تكون الاحاديث سهلة سلسة يُلعب بها وبمعناها كيفما شاءت الأهواء ، فعن الامام الباقر : 
 {..وإنما الهالك أن يحدث أحدكم بشيء منه لا يحتمله ، فيقول : والله ما كان هذا والله ما كانهذا ، والانكار هو الكفر }
·       الكافي للكليني  ، ج 1 ، ص 401
ومعنى قوله ( لا يحتمله ) لصعوبة فهمه عليه وخروجه عن وسعه إما لقصور في عقله أو لغموض في المقصود ، وأما  قوله ( والإنكار هو الكفر ) أي إنكارهم أو إنكار حديثهم ونسبة الكذب إليه مع العلم أو الظن بأنه حديثهم سواء سمعه شفاهاً أو بواسطة . 
فالوقاية من هذا الضلال خير من الخوض بغية الاضلال دون الالتفات والانتباه . 
2- نتفق على ان الامامية قد ذهبوا الى الاعتقاد برجعةٍ للأموات تحصل آخر الزمان ، وتتضمن بعض الائمة عليهم السلام او كلهم ، وبعض الاولياء والصالحين ممن محضوا الايمان محضاً ،  وبعض الطواغيت الطالحين الذين محضوا الكفر محضاً  
وقد يكون هناك اختلاف في الجزئيات بسبب اختلاف الروايات ، فلا يمكن التعميم والجزم بأن المعتقد عند كل الشيعة هو رجعة امير المؤمنين (ع) ومعاوية ليقتص ، او رجعة الامام الحسين (ع) ويزيد ليقتص ، وذلك لعدم وضوح كل ذلك بالروايات بشكل قاطع ، نعم نقول بعودة الامام الامير والمولى الحسين عليهم السلام ولكن لا نحدد ونضيق نطاق ذلك الى ان نجعله خاص للاقتصاص فقط ،فالإمام الحجة (عج) ورد بالروايات انه يقتص من قتلة الامام الحسين (ع) وقتلة السيدة الزهراء (ع) وهكذا ، فليس الداعي للرجعة هو صرف القصاص كما بينه (ياسر عودة ) بكلامه مستهزأ ..
فالمعتقد بشكل عام مجمع عليه ، والجزئيات ترجع للروايات بحسب تفصيلها ، وللتقريب نقول ان القضية كما في ظهور الامام الحجة (عج) ، فظهوره مسلّم ولا ريب فيه لكن الاختلاف قد يكون بعلامات الظهور ، منهم من يقبل بالعلامة الفلانية منهم من قد لا يقبل ، وهذا راجع للمبنى العلمي لكل محقق ومجتهد وما شابه . 
3- قال المدعو ( ياسر عودة) حول قضية التكذيب في الرجعة " حتى ادخلوها في زيارة وارث ( وبإيابكم موقن) " ، وحاول تبيين الامر على انه من اكاذيب الرجعة التي ادخلها العلماء الى الزيارات ، ونقول : 
لا ندري كيف هي الجرأة على نفي كلام المعصوم وجعله من مدسوسات العلماء او غيرهم ، وبطبيعة الحال لا نُعارض التحقيق وكشف والحقائق ان كان هناك شيء مدسوس ، بل وهذا ديدن العلماء ان يبحثوا عن الحق كيفما كان ومهما كلف فضح الباطل فالمهم هو حفظ الشريعة من الدس والتدليس ، ولكن ليس بهذه الطريقة التي لا تمت للإنصاف والحق بصلة ، هل ننكر كلمة  بزيارة معينه وننسى انها – على الأقل – مؤيدة بعشرات النصوص الثانية من الزيارات الواردة عن المعصومين ( ع) ؟ 
نستعرض بعض الزيارات التي تضمنت معنى الرجعة لكي يتبين لك أيها القارئ كيف أن التجاسر بلغ درجات عالية من أمثال المدعو على نصوص المعصومين المباركة ، ونذكر أن كل ما ورد بالزيارات الأخرى إنما هو تأكيد وليس مرجع أساسي نستند عليه في اثبات الرجعة ، وإليك بعض تلك العبارات المباركة : 
-زيارة وارث التي اوردها عدة من علمائنا وصدقها عن المعصوم (ع) ، وأي دس مزعوم فيها ؟؟ وما هو الدليل على الدس ؟ ؟ 
مخالفتنا لشيء تُجرأنا على الاتهام بالدس ؟ نحن نعلم من سيرة العلماء انهم أقلاً يوجهون الاحاديث التي قد تكون شاذة ومتعارضة ويسعون لعدم التسقيط ، عموماً فقد ورد المقطع بالزيارة عن صفوان الجمال عن الامام الصادق (ع) :
(وأشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله أني بكم مؤمن وبإيابكم ، موقن بشرائع ديني وخواتيم عملي ) 
·        مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ، ص 721
·       المزار للشهيد الاول ، ص 125
·       المزار لمحمد بن جعفر المشهدي ص 463
-الزيارة الجامعة كذلك وردت عبارة الشهادة والايمان بالرجعة ،  عن موسى بن عمران النخعي قال : قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام : علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال (ع): {إذا صرت إلى الباب فقف وأشهد الشهادتين وأنت على غسل..(ثم يبين الزيارة الى ان يقول).. مطيع لكم عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم محتجب بذمتكم معترف بكم مؤمن بإيابكم مصدق برجعتكم منتظر لأمركم مرتقب لدولتكم آخذ بقولكم عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم }
·       عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق ج2 ، ص308
·       تهذيب الاحكام للشيخ الطوسي ج6 ، ص 99
·       مختصر بصائر الدرجات لحسن بن سليمان الحلي ، ص 35 / وكذا اوردها بكتاب المحتضر ص218
·       المزار لمحمد بن جعفر المشهدي ، ص 530
·       البلد الامين والدرع الحصين للشيخ الكفعمي ص 301
-وبرواية اخرى للزيارة الجامعة عن الامام الهادي (ع) : 
{ .. فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ووفقني لطاعتكم ورزقني شفاعتكم وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه وجعلني ممن يقتص آثاركم ويسلك سبيلكم ويهتدي بهداكم ويحشر في زمرتكم ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ..}
·       عيون اخبار الرضا للشيخ الصدوق ، ج2 ، ص 308
·       من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق ، ج2 ، ص 615
·       تهذيب الاحكام للشيخ الطوسي ، ج 6 ، ص 99
·       مختصر بصائر الدرجات لحسن بن سليمان الحلي ، ص 36
-زيارة ابو الفضل العباس المروية عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال الصادق (ع) :
{ .. جئتك يا ابن أمير المؤمنين وافدا إليكم ، وقلبي مسلم لكم ، وانا لكم تابع ، ونصرتي لكم معدة ، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ، فمعكم معكم لامع عدوكم ، اني بكم وبإيابكم من المؤمنين ، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين..}
·       كامل الزيارات لجعفر ابن محمد ابن قولويه ، ص 441
·       المزار للشيخ المفيد ، ص 122
·       مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ، ص 725
-وفي زيارة مختصرة للمعصومين (ع) عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال :  { من أراد أن يزور قبر رسول الله (ص) ، وقبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج عليهم السلام ، وهو في بلده.. فإذا تشهد وسلم ، فليقم مستقبل القبلة ، وليقل : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك أيها النبي المرسل والوصي المرتضى والسيدة الكبرى ... إني لمن القائلين بفضلكم مقر برجعتكم لا أنكر لله قدرة ولا أزعم إلا ما شاء الله..}
·       مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ، ص289
·       جمال الاسبوع للسيد ابن طاووس ، ص 154
-زيارة آل ياسين التي رواها محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري فقال : خرج التوقيع من الناحية المقدسة حرسها الله.. إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا ، فقولوا كما قال الله تعالى : سلام على آل يس .. السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته السلام عليك يا باب الله وديان دينه.. وأن رجعتكم حق لا شك فيها يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ..} 
·       الاحتجاج للشيخ الطبرسي ، ج2 ، ص 317
وهكذا الكثير الكثير من الزيارات الاخرى التي ورد فيها الايمان بالرجعة و إياب الائمة (ع) هل كلها مدسوسة وموضوعة ؟ 
فتأمل ..
ثانياً : استدلالات واهية واشتباهات مخزية : 
 ونتحدث في نقطتين : اولهما الآية المباركة التي ذكرها كأنها هي اساس الاستدلال عند الشيعة القائلين بالرجعة ، وثانيهما انه استشهد بحديث على ان الامام الرضا (ع) ومعناه ان الامام الرضا (ع) انكر الرجعة عندما سأله المأمون عنها ، وللتفصيل نقول : 
1-قال تعالى : {َأوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ ..}  سورة البقرة – أية 259
وبعد ذكر الآية قال المدعو ان هذه الآية حالة خاصة لا يمكن الاستدلال فيها على الرجعة ، و يرد على كلامه عدة امور منها : 
-من ناحية لو سلمنا وقلنا اننا نستدل بهذه الآية – كما زعم – فلا ضير بذلك ، حيث أن الآية على الأقل يمكن الاستدلال فيها من ناحية الامكان ، فعلى اثر هذه القضية في الآية المباركة يمكن ان تصح الرجعة ولا اشكال في إمكانها ، ولو راجع الى كلام الشيخ الصدوق في " الاعتقادات " تعقيباً على الآية المباركة لأدرك تماماً انها تصح اذا اردنا ان نثبت امكان الرجعة ولم يقل انها دليل على الرجعة فقال : " فهذا مات مائة سنة ورجع إلى الدنيا وبقي فيها ، ثم مات بأجله ، وهو عزير "
-من ناحية أخرى الرجعة ليست من المدركات العقلية ولا يصدق بها من اراد التعويل على العقل ، كما في موضوع الحشر والمعاد وغيره ، فلا يمكن الاستدلال بكل هذه الامور عقلياً ، لذا نحتاج الى قرائن عدة من خلالها نصل الى امكان الاحياء والرجعة وهذه الآية احداها ، وترى كل من كتب حول الرجعة استدل بالآية على الامكان ، ولكن هل هناك آيات أخرى تشير الى الرجعة اشارة واضحة ؟ 
-نعم هناك عدت آيات احصى منها الحر العاملي أكثر من أربعين آية مباركة بين الدلالة على امكان الرجعة والاشارة الى نفس الرجعة ، وهذه احدى الآيات المباركة التي لا يشك شيعي مؤمن بتفسيرها عن المعصوم ، قال تعالى : 
{ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ } سورة النمل – 84
قال الشيخ الطبرسي في " تفسير مجمع البيان " عن هذه الآية : " واستدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الإمامية بأن قال : إن دخول ( من ) في الكلام ، يوجب التبعيض ، فدل ذلك على أن اليوم المشار إليه في الآية ، يحشر فيه قوم دون قوم ، وليس ذلك صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه : ( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا )  " 
وبينت الأحاديث المباركة ذلك وبوضوح ، ولا نضرب النص المبارك هنا عرض الحائط من دون اعتبار ، وهذه جمله منها : 
-اورد الحسن بن سليمان الحي في كتابه " مختصر بصائر الدرجات" في الصفحة 43 : 
حدثني أبي قال حدثني ابن أبي عمير المفضل عن أبي عبد الله ( ع ) في قوله (ويوم نحشر من كل أمة فوجا ) قال : { ليس أحد من المؤمنين قتل الا ويرجع حتى يموت ولا يرجع الا من محض الايمان محضا ومحض الكفر محضا }
-وبنفس المصدر السابق في الصفحة 25 : 
عن أبي بصير قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : {ينكر أهل العراق الرجعة ؟} قلت : نعم ، قال : {أما يقرؤون القرآن " ويوم نحشر من كل أمة فوجا " }
-ذكر علي ابن ابراهيم القمي في تفسيره المعروف بـ"تفسير القمي" الجزء الثاني الصفحة 130 ، حديث عن الامام الصادق (ع) أن رجل قال للإمام (ع) : إن
العامة تزعم أن قوله " ويوم نحشر من كل أمة فوجا " عني يوم القيامة، فقال الامام الصادق (ع) : { أفيحشر الله من كل أمة فوجا ويدع الباقين ؟ لا ، ولكنه في الرجعة ، واما آية القيامة فهي " وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا " }
-وكذا في نفس المصدر السابق حديث آخر عن الامام الصادق (ع) في تفسير الآية : 
{ ليس أحد من المؤمنين قتل إلا يرجع حتى يموت ولا يرجع إلا من محض الايمان محضا ومن محض الكفر محضا } 
وهذه آية واحدة صريحة من الآيات الكثيرة ، فهل ننكر عشرات الروايات التي تفسر مختلف آيات كتاب الله الحكيم على اساس ان فلان لا يقبل بهذه الفكرة ؟ 
2- ثم ذكر المدعو( ياسر ) وهو بمقام الاستشهاد بحديث عن الامام الرضا (ع) يعارض فيه الرجعة وقال ان هناك احاديث كثيرة تتناقض مع الرجعة ، ونقول :
هل قرأ جواب الامام الرضا (ع) جيداً قبل أن يتكلم ؟ 
خطأ فادح جداً ان يقول أن الامام انكر الرجعة والدليل كذا وكذا ، وبالواقع نرى العكس تماماً ، يمكن الجميع الرجوع الى عيون أخبار الرضا ورؤية ذلك : 
" ..فقال المأمون : يا أبا الحسن فما تقول في الرجعة ؟ فقال الرضا عليه السلام : { إنها لحق ، قد كانت في الأمم السالفة ونطق به القرآن وقد قال رسول الله ( ص ) يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ..}"
·       عيون اخبار الرضا (ع) للشيخ الصدوق ، الجزء 2 ، الصفحة 218
فأين هي عبارة " رجعة المهدي "؟ 
لعلها من وحي خياله وليس من كلام إمامنا الرؤوف (ع) الذي هو في محل التأييد وليس النفي ، فلابد للكلام أن يكون اكثر مصداقية ودقة ..!
فتأمل ..
ثالثاً : اشار المدعو بكلامه إلى أمر خطير جداً وهو جعل الدس والكذب بين معتقداتنا ، فكذبهم وثم بعد ذلك ذكر اسمين او ثلاثة قالوا بغير معنى الرجعة التي نعتقد بها ( وسيأتي الكلام مفصلاً حول ذلك ) ، وهنا نذكر بعض تلك الآراء التي على دعوى (ياسر عودة) أنهم كذبوا ودلسوا او اعتقدوا بالكذب او ما شابه .
أقوال اساطين المذهب في الرجعة : 
ان من غير الصحيح الاستدلال ( المزعوم ) بان بعض العلماء قال ببطلان الرجعة وبعضهم أوهم الناس وكذب عليهم ..!!
بأي عصر نحن حتى تنطلي علينا هذه الاقاويل ؟ 
بدايتاً لننظر ما هو رأي العلماء في الرجعة ثم نرى هل انصف (ياسر عودة ) بدعواه أم كان مجحفاً بالإنصاف ، ونقتصر بالذكر على اساطين المذهب و فطاحل العلماء المتقدمين لنرى ما هو الكذب الذي اشار اليه (ياسر عودة ) :  
1-الشيخ المفيد (قدس) : 
قد بين معنى الرجعة في المسائل السروية ص 35 ، قال : 
" والرجعة إنما هي لممحضي الإيمان من أهل الملة وممحضي النفاق منهم
دون من سلف من الأمم الخالية " 
وهذا هو المفهوم الذي تسالم عليه الجميع مع اختلاف يسير لكن الاتفاق على المعنى حاصل دون ريب . 
وقال الشيخ المفيد في كتاب اوائل المقالات ص 46 : 
" واتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة "
وهذا بيان للاتفاق الحاصل بين الشيعة على هذا العقيدة المسلمة . 
وفي نفس الكتاب في الصفحة 78 قال : 
" وأقول : إن الراجعين إلى الدنيا فريقان : أحدهما من علت درجته في الإيمان ، وكثرت أعماله الصالحات ، وخرج من الدنيا على اجتناب الكبائر الموبقات ، فيريه الله - عز وجل - دولة الحق ويعزه بها ويعطيه من الدنيا ما كان يتمناه والآخر من بلغ الغاية في الفساد وانتهى في خلاف المحقين إلى أقصى الغايات وكثر ظلمه لأولياء الله واقترافه السيئات ، فينتصر الله - تعالى – لمن تعدى عليه قبل الممات ، ويشفي غيظهم منه بما يحله من النقمات " 
ويكفي ذلك لمعرفة رأي الشيخ المفيد ( قدس) في موضوع الرجعة .  
2-الشيخ الطوسي (قدس) : 
وصرح شيخ الطائفة (قدس) بان الرجعة حق والاعتقاد بها امر واجب كما اورد ما يشير الى ذلك سواء بروايات الغيبة او بتفسير القرآن ، ونكتفي بذلك هذه المسألة من رسالة العقائد الجعفرية للشيخ الطوسي التي اوردها القاضي ابن براج في جواهر الفقه صفحة 250 : 
" مسألة 46 : يرجع نبينا وأئمتنا المعصومون في زمان المهدى مع جماعة من الأمم السابقة واللاحقة ، لاظهار دولتهم وحقهم ، وبه قطعت المتواترات من الروايات والآيات لقوله تعالى : ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا) ، فالاعتقاد به واجب } " 
3-الشريف المرتضى (قدس) : 
أيضا قد أشار الى ان عموم المذهب يعتقد بذلك وهو الاعتقاد الحق في الرجعة فقال كما هو واضح بكتاب رسائل الشريف المرتضى الجزء 1 الصفحة 125 :
" اعلم أن الذي تذهب الشيعة الإمامية إليه أن الله تعالى يعيد عند ظهور إمام
الزمان المهدي عليه السلام قوما ممن كان قد تقدم موته من شيعته ، ليفوزوا
بثواب نصرته ومعونته ومشاهدة دولته ، ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم ،
فيلتذوا بما يشاهدون من ظهور الحق وعلو كلمة أهله .
والدلالة على صحة هذا المذهب أن الذي ذهبوا إليه مما لا شبهة على عاقل في أنه مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه ، فإنا نرى كثيرا من مخالفينا ينكرون الرجعة إنكار من يراها مستحيلة غير مقدورة  " 
وفي الصفحة 126 من نفس المصدر بين على أن دعوى رجوع دولة الحق وحكم الامام الحجة (عج) وما شابه انما هي مخالفة الاجماع الذي تسالم عليه ابناء المذهب فقال : 
" وإنما المعول في إثبات الرجعة على إجماع الامامية على معناها ، بأن الله
تعالى يحيي أمواتا عند قيام القائم عليه السلام من أوليائه وأعدائه على ما بيناه ،
فكيف يطرق التأويل على ما هو معلوم ، فالمعنى غير محتمل " 
وهذا واضح بإبطال تلك الدعوى وإن كانت من جزء صغير من الشيعة لعجز او عدم ادراك كامل . 
4- الشيخ الصدوق ( قدس ) : 
وقد صرح بعدة أمكان بعقيدة الرجعة وأنها من المسلمات بالمذهب لا ريب فيها ، فقد قال بكتاب الاعتقادات في دين الامامية الصفحة 62 : 
" وقد صح أن الرجعة كانت في الأمم السالفة ، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : { يكون في هذه الأمة مثل ما يكون في الأمم السالفة ، حذوا النعل بالنعل ، والقذة بالقذة } فيجب على هذا الأصل أن تكون في هذه الأمة رجعة " 
5-الشيخ الطبرسي (قدس) : 
كذلك اشار الى ان الاجماع في الرجعة قد حصل ولا مجال للتأويل ، فكان الاجماع احد اهم الامور التي تجعلنا نعتقد بالرجعة ، ذكر ذلك بتفسيره المعروف بتفسير مجمع البيان الجزء 7 الصفحة 406 : 
"  ولأن الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة  فيتطرق التأويل عليها ، وإنما المعول في ذلك على إجماع الشيعة الإمامية " 
6- الشيخ حسن بن سليمان الحلي (قدس) : 
وهو من الاجلاء الثقات ، وقد صرح واشار الى اجماع العلماء في اكثر من موضع منها في كتاب المحتضر الصفحة 33 : 
" وذلك ممّا أجمع عليه الإماميّة ، نقل الإجماع من الشيعة على هذه المسألة : الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ( رضي الله عنه ) ونقل الإجماع أيضاً : السيّد المرتضى  ( رضي الله عنه )  ، فقد نقلا إجماع الإماميّة على رجعة جماعة من المؤمنين من قبورهم بعد موتهم مع الإمام ( عليه السلام ) إذا ظهر " 
7-الحر العاملي (قدس) : 
وهو كذلك قد صرح بمواضع كثيرة بتواتر الاحاديث والروايات حول الرجعة ، فقال في كتاب الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة في الصفحة 64 : 
" (الدليل) الرابع : إجماع جميع الشيعة الإمامية ، وإطباق الطائفة الاثني عشرية على اعتقاد صحة الرجعة ، فلا يظهر منهم مخالف يعتد به من العلماء السابقين ولا اللاحقين ، وقد علم دخول المعصوم في هذا الاجماع بورود الأحاديث المتواترة عن النبي والأئمة ( عليهم السلام ) ، الدالة على اعتقادهم بصحة الرجعة " 
وقال بنفس الكتاب في الصفحة 82 : 
" فإن ثبوت الرجعة من ضروريات مذهب الإمامية عند جميع العلماء المعروفين والمصنفين المشهورين ، بل يعلم العامة أن ذلك من مذهب الشيعة ، فلا ترى أحدا يعرف اسمه ويعلم له تصنيف من الإمامية يصرح بإنكار الرجعة ولا تأويلها "
8-العلامة المجلسي (قدس) : 
وفي موسعته الكفاية الكافية لمعرفة رأيه في مواضع كثيرة ، وهذا احدها في بحار الانوار الجزء 53 الصفحة 122 : 
" اعلم يا أخي ! أني لا أظنك ترتاب بعد ما مهدت وأوضحت لك في القول بالرجعة التي أجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار ، واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار ، حتى نظموها في أشعارهم ، واحتجوا بها على المخالفين في جميع أمصارهم وشنع المخالفون عليهم في ذلك ، وأثبتوه في كتبهم وأسفارهم " 
ولن نطيل بذكر الآراء واكتفينا بزهرة من كل بستان ، كما أن جمع الآراء بهذا الخصوص يحتاج الى كتاب مستقل بل كتب نبين فيها رأي مجمل العلماء . 
اذاً عرفنا ان الاجماع على الرجعة موجود ، والتواتر المعنوي بالاحاديث حصل ، فمن هم الذين يقصدهم المدعو ( ياسر عودة ) ؟ 
هل يريد أن يثبت لنا بأن اصحاب الكتب الاربعة وغيرهم  من الذين أوصلوا الحديث ونقلوه لنا كذابين مدلسين ؟؟!! 
أليس هذا اتهام صريح وجارح يتعدى الى المذهب ككل ..!! 
اذا كان عندنا جرأة ان نتهم جُل العلماء والرواة بالتكذيب وهم ازيد من خمسين راوي  فلا معنى لهذا المذهب الحق ، وليس من العقل اتباع الكذابين والمدلسين على حد تعبير المدعو ( ياسر عودة ) . 
ولو قيل أنهم اشتبهوا باجتهادهم في ذلك ، نقول : وهل اشتبهوا في نقل الحديث كذلك ؟ 
والعجب العجاب ان يكون اجماع بين الكل وتواتر معنوي للحديث واستفاضة واضحة بالروايات .. ونقول ان كل ذلك كذب وتدليس .
هذا نسف لكل المبادئ والقواعد في المذهب بضرب الاجماع والتواتر والاستفاضة .
فإن قيل ان مخالفة الاجماع واردة ، نقول : 
نعم قد ترد ولكن لا تُقبل ، فمثلاً الشيخ الصدوق (قدس) عندما تحدث عن امكان سهو النبي (ص) لم يتقبل العلماء ذلك ، بل وردّ على ذلك الشيخ المفيد وغيرهم من العلماء على مر التأريخ . 
وقد يقول قائل : 
انه لم يقصد ان العلماء وضعوا وكذبوا بالأخبار بل قد يكون غيرهم قد اضاف ذلك ولا نعلم ، نقول : 
لو كان الكلام عن حديث شاذ او رأي شاذ او شيء بسيط نعم قد نقبل بذلك ، لكن ان يكون الرأي مشهور جداً والاعتقاد سائد ، وعليه قامت كتب كثيرة كتبها الفقهاء المعاصرين لزمن المعصومين وغيرهم القريبين من ذلك الزمن وهكذا تدريجاً عبر مر الزمان ، لا نستطيع الشك بذلك ، بل ونقض هذا الامر يحتاج الى ما هو اقوى من ذلك ، فأين الآيات التي تعارض ؟ وأين الاحاديث التي تخالف ؟ 
لا يوجد آية واحدة او حديث واحد يدل على خلاف ذلك ، إلا ان تتسلل الانفس المريضة فتقلب المعاني وتأول على مزاجها لتثبت التعارض مع الرجعة وهذا لا يُقبل .
رابعاً : لعله برأيه قصد التوجيه كما القليل من العلماء،  وهو الرأي النادر المعروف بـ( تأويل الرجعة ) ، ونستعرض ذلك باختصار مع العلم بشذوذ هذا الرأي  :
تأويل الرجعة لغير المعنى المعروف : 
وحاصل التأويل : أن الرجعة هي رجعة الحكم والدولة للإمام الحجة (عج) ، وهذا هو المعنى المقبول للرجعة ، ولا قبول لغيره . 
ونقول : 
1-الرجعة ثابته في أقل تقدير بإجماع الامامية ، والاجماع هو نظير التواتر لأنه كاشف عن رأي المعصوم ، والفرق بينه وبين التواتر ان التواتر هو كاشف عن رأي المعصوم بلفظه ، والاجماع كاشف عن رأي المعصوم بمعناه ، لذا يُقال لدليل الاجماع " دليل لُبّي " أي لب الرأي . 
وعليه : فإن الاجماع دليل لبي ، والدليل اللبي غير قابل للتأويل لأنه ليس نص من النصوص حتى يتم تأويله . 
2-فإن قيل : كيف نقول هناك اجماع وتبين ان البعض خالف ؟ 
نقول : كل مخالفة حصلت بعد الاجماع ، ومخالفة الاجماع هكذا لا تضر بالإجماع نفسه ، بل لنا ان نحتج عليهم بمخالفة الاجماع وعليهم أن يسلموا ويوافقوا .
3-قد تكون هناك فرصة للتأويل فيما لو كانت الرجعة من المدركات العقلية ، وهي ليست كذلك بتاتاً ، فإنها أمر غيبي لا يُعرف إلا عن طريق النص المبارك او الاجماع الكاشف عن رأي المعصوم (ع) وهو حاصل كما تبين . 
4-كيف نقول بالتأويل ونصادم الكثير من النصوص التي دلت على أن الرجعة هي رجوع الاموات ؟ 
نضربها بعرض الجدار ؟ 
5-ومسك الختام بالرد على أصحاب هذا التأويل حديث الامام الصادق (ع) مع المفضل بهذا الشأن : 
{ يا مفضل من أين قلت برجعتنا ؟ ومقصرة شيعتنا تقول : معنى الرجعة  أن يرد الله إلينا ملك الدنيا ، ويجعله للمهدي ! ويحهم متى سُلبنا الملك حتى يرده علينا ؟ }  قال المفضل : لا والله ما سلبتموه لأنه ملك النبوة والرسالة والوصية والإمامة ، فقال الامام الصادق ( ع ) : {  لو تدبر شيعتنا القرآن لما شكوا في فضلنا } . 
·       بحار الانوار ، ج53 ص 24 عن
اخيراً نقول : 
ينبغي التورع جيداً عن انكار هكذا معتقدات مسلمة بالمذهب الحق ، ولا يصح التأويل كيفما شاء المتأول فيخالف أكثر من 180 نص ورد بالرجعة ورواة النصوص قرابة الأربعين راوي بين ثقة وجليل وفاضل ، وبالختام لا نزيد على حديث امامنا الصادق (ع) :
{ ليس منا من لم يؤمن برجعتنا ، ولم يستحل متعتنا } 
·       الهداية للشيخ الصدوق ، ص 266
·       ومثله مع اختلاف يسير بالألفاظ ، كتاب من لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق ، ج3 ، ص458
تم ولله الحمد ..
بقلم : 
خادم العقيلة (صلوات الله عليها ) 
رجال الأدعیاء...
ما را در سایت رجال الأدعیاء دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : al-enherafa بازدید : 187 تاريخ : پنجشنبه 25 خرداد 1396 ساعت: 17:40