سلسلة رقم (1) ــ د ــ ((علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ)) من هو علي شريعتي ؟ (4)

سلسلة رقم (1) ــ د ــ ((علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ))  من هو علي شريعتي ؟ (4)

سلسلة رقم (1) ــ د ــ ((علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ))
 من هو علي شريعتي ؟ (4)

 علي شريعتي يتحدث عن إيمانه : هل بوسعي أن أواصل حياتي دون أن أعلم من أكون أنا ؟ ويحي ! لو شعرت الآن أن ((بار كلي)) محقّ في زعمه بأن العالم الخارجي وليد للأنا الباطنية عندها سيكون الكون وأنا مجرد حماقات زائفة وأراجيف ساخرة في هذه الحال سيكون أكبر همّي واستيائي ناشئاً من الإحساس بأن كل ما آنس إليه في هذه الدنيا من ذات وسماوات وأرض وفضاءات هي انعكاسات مضلّلة ل((حقائق)) خادعة ... يا إلهي ! سواء كنت موجوداً أم لم تكن أنا الآن بحاجة ماسة إليك أنا الآن محتاج فقط لأن تكون أنت موجوداً! (1)
ما زلت أستعرض إيمان علي شريعتي الذي تزعزع بسبب المد الشيوعي حتى كان منه أن يخشى انعقاد قلبه على عقائد (بار كلي) .
شخصٌ يعيشُ أوهاماً وخيالات تجاه وجود الخالق ((عز وجل)) ولم يقطع بوجوده ثم شرع يقتاد على اختلاقات الفكر الوجودي يكونُ منظراً ومشرعاً لأتباع أهل البيت ((عليهم السلام)) !!
بل إنه نصّب منبره على عقولٍ لا خبرة لها بما يسطرهُ ونسج فكرهُ على خيوطِ بساطتهم لأنهم هووا العبارات المزخرفة والكلمات المنمقة فلم يصيبوا منه سوى المعنى الزائف والمظهر الخادع .
إن رداءة المورد والميتة السيئة للعقول تُلجأ إلى سرابٍ واهنٍ وتُعرضُ عن نور أهل البيت(2) فلم يكن معينهم الصافي ((صلوات الله وسلامه عليهم)) شرعةً لكل من هب ودب ((أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ))
 ولكن لا بد لي أن أشكر علي شريعتي على اكتشافه العظيم في كتابه (معرفة الإسلام) من كونه محتاجاً إلى وجود الله تبارك وتعالى !!
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 1ــ معرفة الإسلام ص149ــ150 .
 2ــ ورد عن الإمام الباقر ((عليه السلام)) : يمصون الثماد ويدعون النهر العظيم ، قيل له : وما النهر العظيم ؟ قال : رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) والعلم الذي أعطاه الله، إن الله ((عز وجل)) جمع لمحمدٍ ((صلى الله عليه وآله)) سنن النبيين من آدم وهلم جرا إلى محمد ((صلى الله عليه وآله)) قيل له : وما تلك السنن ؟ قال : علم النبيين بأسره، وإن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) صير ذلك كله عند أمير المؤمنين ((عليه السلام)).( أصول الكافي باب : الأئمة ورثة العلم) . (بصائر الدرجات باختلاف يسير).
الثمد كما عن القاموس المحيط : الماء القليل الذي لا مادة له ، أو ما يبقى في الجَلَد ، أو ما يظهر في الشتاء ويذهب بالصيف . (فصل : الثاء ) .
إن الماء القليل الذي لا مادة له والذي يبقى على الأرض الصلبة وكذا الذي يظهر في الشتاء ويختفي في الصيف عندما يُمص أو يُحاز يخرج معه الطين وغيره حتى يُسلب منه أسم الماء ومن هنا شبّه الحديث الشريف الذي يأخذ علومه من غير أهل البيت (عليهم السلام)) بالذي يأخذ العلم القليل الممتزج بالشبهات والضلالات .

الشیخ هشام کاظم

المصدر:

‏علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ‏

https://www.facebook.com/groups/1200401219983735