هناك أمر مهم في جميع الأوساط الدينية لمختلف المذاهب و الأديان و هي ظاهرة أنسنة الله او جعل صورة إنسا

ساخت وبلاگ

هناك أمر مهم في جميع الأوساط الدينية لمختلف المذاهب و الأديان و هي ظاهرة أنسنة الله او جعل صورة إنسانية خاصة لله في العقل فحتى عامة الشيعة يربطون لفظ الجلالة بصورة او رمز او تصور معين
كيف نتجنب هذه الحالة أتمنى إذا كان هناك مجال شرح مفصل لذلك و شرح للحد الذي يجب ان لا نتجاوزه في التحدث عن الذات الإلهية وصفات الله التي هي عين ذاته؟

 

 

 

سماحة الشيخ حسين الساعدي حفظه الله
هناك أمر مهم في جميع الأوساط الدينية لمختلف المذاهب و الأديان و هي ظاهرة أنسنة الله او جعل صورة إنسانية خاصة لله في العقل فحتى عامة الشيعة يربطون لفظ الجلالة بصورة او رمز او تصور معين
كيف نتجنب هذه الحالة أتمنى إذا كان هناك مجال شرح مفصل لذلك و شرح للحد الذي يجب ان لا نتجاوزه في التحدث عن الذات الإلهية وصفات الله التي هي عين ذاته؟


بسمه جلت اسماؤه
لابد بدوا تحديد نقطة مركزية قبل الولوج في استعراض الرؤية التوحيدية وفق الادلة المقررة عن لسان العترة تقوم على اساس التفريق بين المخلوق والخالق حيث لاتجد انطباق صفات مخلوقه تعالى عليه والا لكان سبحانه ممكننا مثل المخلوق وهذا لايمكن بدليل اجتماع النقيضين .

على ذلك فان ظاهرة [ أنسنة الله ] دليل على العجز عن إدراك كماله سبحانه كما ورد عنهم ( عليهم السلام): (من جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حده ، ومن حده فقد عده ، ومن قال : " فيم " فقد ضمنه ، ومن قال : " علام ؟ " فقد أخلى منه)

وفي خبر الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله، عن أبيه، عن أبي سعيدالآدمي، عن بشر بن بشار النيسابوري، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام بأن من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد، منهم من يقول هو جسم، ومنهم من يقول صورة،فكتب عليه السلام: (سبحان من لا يحد، ولا يوصف، ولا يشبهه شئ، وليس كمثله شئوهو السميع البصير.)

وفي خبر احمد بن محمد بن يحيى العطار رحمه الله، عن أبيه، عن سهل بنزياد، قال: كتبت إلى أبي محمد عليه السلام سنة خمس وخمسين ومائتين: قد اختلف ياسيدي أصحابنا في التوحيد منهم من يقول هو جسم، ومنهم من يقول هو صورة،فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلت متطولا على عبدك، فوقع عليه السلام بخطه: (سألت عن التوحيد، وهذا عنكم معزول، الله تعالىواحد، أحد، صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، خالق وليسبمخلوق، يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك، ويصور ما يشاء،وليس بمصور، جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، وتعالى عن أن يكون له شبيه، هولا غيره ليس كمثله شئ، وهو السمع البصير)

وقد ذكر العلاّمة‌ الشيخ‌ بهاء الدين‌ محمّد العاملي‌ّ الجُبَعي‌ ( رحمه الله)‌ ، مسألة‌ في‌ هذه‌ الباب‌ جديرة‌ بالنقل‌ هنا لما لها من‌ شموليّة‌ بهذا الخصوص‌ . فهو يقول‌ :
«تبصرة‌» : إنّ المراد من‌ معرفة‌ الله‌ تعالي‌ هو التّعرف‌ والاطّلاع‌ علی‌ نعوته‌ والصفات‌ الجلاليّة‌ والجماليّة‌ بقدر وسع‌ البشر . وأمّا الاطّلاع‌ علی‌ حقيقة‌ ذاته‌ المقدّسة‌ ومعرفتها فهما من‌ الاُمور البعيدة‌ جدّاً عن‌ منال‌ الملائكة‌ المقرّبين‌ والانبياء والرسل‌ ولا أمل‌ لهم‌ في‌ الحصول‌ علی‌ ذلك‌ ، فما قولك‌ بغيرهم‌ ؟
ويكفينا هنا استقراء كلام‌ سيّد البشر حيث‌ قال‌ : مَا عَرَفْنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ !
وورد في‌ حديث‌ آخر أ نّه‌ قال‌ : إنَّ اللَهَ احْتَجَبَ عَنِ العُقُولِ كَمَا احْتَجَبَ عَنِ الاَبْصَارِ . وَإنَّ المَلاَ الاَعلی‌ يَطْلُبُونَهُ كَمَا تَطْلُبُونَهُ أَنْتُمْ !
وعلی‌ هذا لا نعير أيّة‌ أهمّيّة‌ إلي‌ مَن‌ يظنّون‌ أ نّهم‌ توصّلوا إلي‌ كنه‌ حقيقة‌ ذاته‌ المقدّسة‌ ، بل‌ خسئوا ! ذلك‌ أ نّهم‌ لا ريب‌ قد ضلّوا طريقهم‌ واختاروا سبيل‌ الضلال‌ ، وكذبوا وافتروا بادّعائهم‌ هذا !
ذلك‌ أنّ أمر الذات‌ وشأنها أرفع‌ من‌ أن‌ تلوّث‌ بظنون‌ البشر وأسمي‌ وأطهر من‌ ذلك‌ كلّه‌ . وأنّ ما يتصوّره‌ الراسخ‌ في‌ العالِم‌ عن‌ الدين‌ يُبعده‌ في‌ الحقيقة‌ فراسخ‌ عن‌ حرم‌ كبريائه‌ تعالي‌ .
وأقصي‌ ما يستطيع‌ التفكّر العميق‌ من‌ الوصول‌ إليه‌ والحصول‌ علیه‌ تابع‌ لدقّته‌ القصوي‌ وتبحّره‌ . ) انتهى مورد الحاجة من كلامه .


والتفكر في تعبير الامام (ع ) : ( كَشْفُ سُبُحَاتِ الجَلاَلِ مِنْ غَيْرِ إشَارَةٍ ) إشارة‌ جديرة إلى تنزه الله سبحانه عن المحدودية ، سواء أكانت‌ تحت مسمى الإشارة‌ العقليّة‌ أو الحسّيّة‌ لنكتة عقلية ان مقتضى احاطته تعالى وإطلاقه‌ يستحيل معها ان يكون‌ ليقبل‌ الإشارة‌ أبداً لانّ تلك‌ الإشارة‌ احاطة به وحد له تعالى وهي‌ خلاف الفرض .

اللجنة العلمية _ النجف الأشرف
مدارس الامام الكاظم (ع)

 

 

 

 

 

 

رجال الأدعیاء...
ما را در سایت رجال الأدعیاء دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : al-enherafa بازدید : 166 تاريخ : يکشنبه 5 اسفند 1397 ساعت: 0:34