سئل مكتب السيد محمد حسين فضل الله : هل يصح أن يقول المؤمن : يا علي اقض لي الأمر الفلاني ، من دون الا

سئل مكتب و السيد و محمد و حسين و فضل الله و :
هل يصح أن يقول و المؤمن و : يا علي اقض لي الأمر و الفلاني و ، من دون الاعتقاد بألوهية أمير المؤمنين عليه السلام أو استقلاله في قضاء الحوائج ، وإنما إيماناً بما أعطاه الله من منزلة وقدرة غيبية ؟
فأجاب :
"لا يجوز ذلك ولو كان بالنية المذكورة ، لأن هذا الكلام يوحي بما ينافي التوحيد وحصر التوجه بالدعاء بالله تعالى ، بل علينا أن ندعو الله تعالى مستشفعين بالنبي (ص) وأهل بيته (ع) ، وقد ورد في الحديث النهي عن قول الرجل (لولا فلان لهلكت) بل يقول (لولا أن منّ الله علي بفلان لهلكت) فما هو تعليق سماحتكم على الجواب

سماحة الفقيه الشيخ الساعدي (حفظه الله)

سئل مكتب السيد محمد حسين فضل الله :
هل يصح أن يقول المؤمن : يا علي اقض لي الأمر الفلاني ، من دون الاعتقاد بألوهية أمير المؤمنين عليه السلام أو استقلاله في قضاء الحوائج ، وإنما إيماناً بما أعطاه الله من منزلة وقدرة غيبية ؟
فأجاب :
"لا يجوز ذلك ولو كان بالنية المذكورة ، لأن هذا الكلام يوحي بما ينافي التوحيد وحصر التوجه بالدعاء بالله تعالى ، بل علينا أن ندعو الله تعالى مستشفعين بالنبي (ص) وأهل بيته (ع) ، وقد ورد في الحديث النهي عن قول الرجل (لولا فلان لهلكت) بل يقول (لولا أن منّ الله علي بفلان لهلكت) فما هو تعليق سماحتكم على الجواب

بسمه جلت أسماؤه
ان مقامات حضرت أمير المؤمنين أعمق من أن تدرك بلا تدبر والذي لايمكنه الاستيعاب لتشويش عقدي عنده ليس له ان يطالبنا برفع اليد سعة عن حاكميته في[ عالم الدنيا] عليه السلام عند الشيعة الامامية بحجة [مس ساحة التوحيد] الذي هو حرفة العاجز .. .

ووقفة مع عبائر الزيارة الجامعة تزيح الستار لشناعة المعترض لاحظ < إن ذكر الخير كنتم أوّله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه, بأبي أنتم وأمي ونفسي، كيف أصف حسن ثنائكم وأحصي جميل بلائكم...>

وكان اللازم على المجيب ان لا يلقي بنفسه إلى التهلكة بتكذيب الحقائق العقدية الواضحة في الخطابات القرآنية ان الله سبحانه جعل نظاماً وأسباباً واعطى لبعض اوليائه في هذا النظام المتكامل فجعلهم مفاتيح الولوج لرحمته :

(فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)

( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين)

قال الله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا )

بل جعل الحاكمية والسلطنة منه سبحانه نظير ما يجري على يدي الملائكة من أمور التدبير والاماتة (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرا) (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) (الذين يتوفاهم الملائكة طيبين) (والذين يتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم)

فالرجوع إلى حضرت أمير المؤمنين (عليه السلام) مباشرة لطلب الحوائج وترقب نجاحها وفلاحها أمر لايخرج عن اسناد الموت إلى ملك الموت والمطر إلى ملك المطر والاحياء إلى عيسى (عليه السلام) كما ورد في الكتاب العزيز : (واُحي الموتى باذن الله ) وغيرها مما هو من إسناد فعل من أفعال الله سبحانه إلى العاملين له بضرب من الاسناد والوجدان ببابك في قول الغريق أو الحريق ومن إليهما حين يستغيث بمن ينقذه فيقول : يا فلان أنقذني ؟

والتدقيق في هذه الواقعة التي جرت مع سيد الفقهاء وأستاذ المراجع المعظم الخوئي حيث كان السيد ( رض) جالساً مع جماعة فنهض ليتناول كتاباً وقال : يا علي ..!!
فقال أحدهم لضيف كان هناك : يقصد السيد : الله تعالى فهو العلي الأعلى .!!
وبعد انتهاء المجلس نهض السيد الخوئي وقال : يا علي بن أبي طالب !!
وأخيرا من كان لايقدر على نيل شرف الغوص في بركات عظم طلب الحوائج من مقام امير المؤمنين فليكن مؤدبا ويسكت .

مدارس الامام الكاظم (ع)
اللجنة العلمية _النجف الاشرف