علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ((40))

علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ((40))
 

علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ((40)) 

 يقول علي شريعتي :
يُنقل عن الإمام الشافعي قوله لأبي إسحاق : يا أبا إسحاق لا تقلدني في كل ما أقول تدبر في نفسك هذا هو الدين فالتقليد غير جائز مطلقاً لا في الفكر ولا في أصول الدين . 
 ويقول الإمام أحمد بن حنبل : تدبروا في أمر دينكم فالتقليد لغير المعصوم مذموم وهو يعمي البصيرة .
هذه الكلمات تبين حقيقة أن المسلمين الأوائل كانوا يُحاربون التقليد والتعصب المذهبي منذ البدء(معرفة الإسلام، ص129) 

 إن تقليد العلماء ورجوع الجاهل إلى العالم أمر يحكم به العقل ومقتضيات فطرة الإنسان ولم يفتقر إلى دليل ، وأيضا تدل عليه النصوص القرآنية والروائية ، وهذا بحث مفصل في محله ولا أريد الإطالة فيه وإنما أكتفي بنقل كلام الشيخ الآخوند الخراساني ((رحمه الله)) في خاتمة كتاب ((كفاية الأصول)) فإنه في غاية الدقة والاختصار وفيه الغنى والكفاية فيما نحن فيه حيث يقول:لا بأس بدلالة الأخبار عليه (أي على جواز التقليد كما تقدم ذلك في كلامه والمقصود من الجواز بمعناه الأعم الشامل للوجوب في قِبال التحريم) بالمطابقة أو الملازمة حيث دل بعضها على وجوب اتباع قول العلماء،وبعضها على أن للعوام تقليد العلماء،وبعضها على جواز الافتاء مفهوما مثل ما دل على المنع عن الفتوى بغير علم،أو منطوقا مثل ما دل على إظهاره ((عليه السلام)) المحبة لأن يرى في أصحابه من يفتي الناس بالحلال والحرام .
وغير خاف على أتباع أهل البيت ((عليهم السلام)) أن الشافعي وابن حنبل لا يمكن الأخذ بأقوالهم لا في أصول الدين ولا في فروعه ، كما أن قول الشافعي في أصول الدين وليس في فروع الدين التي هي محل للتقليد ، وحتى أصول الدين يجوز التقليد فيها إذا أوجب التقليد القطع واليقين ، لأن عدم جواز التقليد في أصول الدين ناشئ من عدم إفادة التقليد فيها القطع واليقين في بعض الأحيان،فإذا أوجب ــ التقليد ــ القطع واليقين تحقق المطلوب وارتفع المحذور.
وأما قول ابن حنبل فهو يذم التقليد لغير المعصوم والتقليد للعلماء حقيقة هو لم يكن تقليدا لهم وإنما تقليد للمعصوم مضافا إلى أنه ليس بمقدور كل أحد أن يتدبر في فروع الدين ويستخرج الحكم الشرعي كما يأمر به ابن حنبل فهكذا أقوال ساقطة ولا قيمة علمية لها.
ومن الواضح جدا أن الرجوع إلى كل متخصص في مجال اختصاصه هو تقليد له فلم يكن التقليد منحصرا بعلماء الدين ولكن العقدة التي يعاني منها علي شريعتي من علماء الدين تدعوه إلى أن يقلل من قيمتهم ويزوي المجتمع عنهم ، ولكي يقنع المجتمع بأباطيله التي يخوضها في الدين بذريعة التدبر والتفكير .
ولا أدري هل يُعقل أن كل شخص بمقدوره استخراج الأحكام الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة!
روي أن الإمام الباقر ((عليه السلام)) قال لأبان بن تغلب : ((اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس فإني أحب أن يُرى في شيعتي مثلك)) رجال النجاشي،ص10. 

الشیخ هشام کاظم

المصدر

‏علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ‏

https://www.facebook.com/groups/1200401219983735

https://www.facebook.com/علي-شريعتي-مفكرٌ-أم-منحرفٌ-216282578866377/

مواضیع ذات صلة: الرد علي تخاريف وإدعاءات علي شريعتي

أرسلت بواسطة Admin في Sat 16 Dec 2017 |