علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ ((37))

 يقول علي شريعتي : 
 حديث محمد يتسم خلافاً للقرآن بخلوه من فنون التعبير والتعقيد اللفظي أو المعنوي بينما يتصف بسحر وجاذبية خاصة.(معرفة الإسلام، ص368) 

 إن هذه الكلمات تنتقص من عظمة الحديث النبوي أكثر مما تمدحه وبعبارة أخرى مدسوسة السم بالعسل بل إن سمها أكثر من عسلها،مما يدلل على قلة اطلاعه على الحديث النبوي،أو أنه كان مطلعا عليه من خلال كتب العامة التي ملئت بمفتريات الأمويين ومختلقات أبي هريرة،ولم يكن متتبعا له من خلال المصادر الأساسية لأتباع أهل البيت ((عليهم السلام)).
ومن الواضح جدا وسمه للحديث النبوي الشريف بخلوه من فنون التعبير فيه قدح وانتقاص يأباه حديث رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) الذي كان أفصح العرب والعجم كما روي عنه ((صلى الله عليه وآله)):((أنا أفصح العرب و العجم)) عوالي الآلي،ج4،ص192
وأيضا لا ينسجم مع كونه ((صلى الله عليه وآله)) جامعا لجوامع الكلم كما روي عنه ((صلى الله عليه وآله)):((أعطاني جوامع الكلم ، وأعطى عليا جوامع العلم)) أمالي الطوسي،ص113
وأقل ما يمكن أن يُقال في معنى جوامع الكلم هو الكلام المختصر ببلاغة تامة، ويجمع ما بين ثناياه الكثير من المعاني المُقادة للمخاطب بأبدع القوالب وأرصن المسالك مما يجعلها حاضرة بين يديه ومتماثلة أشخاصها بين ناظريه بأوضح صورة وأبهى حلة،فكان رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) يأخذ كلامه بمجامع القلوب والعقول وكانت البلاغة تتفتق من نواحيه والفصاحة تنساب إليه،ولو لم يكن لعلي شريعتي أن يلحظ ذلك في كلام رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) لكان بإمكانه أن يلحظها عند تلميذه الأول أمير المؤمنين ((عليه السلام)) ومن ثم يعلم ما للأصل بمرآة الفرع،ويكفيه في ذلك أن يرمق أي صفحة من كتابي ((نهج البلاغة)) و ((غرر الحكم)) أو أي سطر ينساق منهما إليه ليعلم أن البلاغة مشرعة فيهما والفصاحة متولدة منهما لم يشذ منها مأرب ولم يفت منها مطلب،ولكن أنى له ذلك وقد غمرته جامعة السربون بسخفها وأبلته بسقمها.
ثم إن هذه الدعوة ((خلوه من فنون التعبير)) مجردة عن أدنى دليل يدل عليها أو شاهد مقام عليها،فتكون ساقطة من الموازين العلمية كما أنه يمكن ردها بالكثير من الشواهد القرآنية والروائية ولكنها من زخرف القول الذي يستحق الإطالة في مناله أو الخلد في جنانه.

الشیخ هشام کاظم

المصدر

‏علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ‏

https://www.facebook.com/groups/1200401219983735