ثلاثين الف مسالة في مجلس واحد

ساخت وبلاگ

 ثلاثين الف مسالة في مجلس واحد

  

 

 

مركز ولي الله الاعظم (عج) للدراسات العقائدية
ثلاثين الف مسالة في مجلس واحد

اشكال :
لقد اشتملت بعض النصوص على أن بعض الأئمة(ع) قد أجابوا عن عدد كبير من المسائل في مجلس واحد، كيف نتعقل ذلك؟ نظير أن الامام الجواد (ع) أجاب عن ثلاثين ألف مسألة في مجلس واحد، فعن علي بن إبراهيم عن أبيه قال: (أستأذن على أبي جعفر(ع) قوم من أهل النواحي فأذن لهم فدخلوا فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب وله عشر سنين ) الكافي ج1 296

الجواب
- أن مجرد عدم قدرة العقل البشري في مثل هذه الموارد على الاستيعاب لا يوجب وجود خلل فيها، وإلا لزم أن ترفع اليد عن جميع النصوص التي تتحدث عن النشأة الآخرة بدأ من عالم القبر إلى يوم القيامة، لأن العقل لا يملك إحاطة بشيء من تلكم القضايا… .

نكتة في واقعة :
- لما مضى الرضا (ع) وذلك في سنة إثنتين ومأتين، وسن أبي جعفر (ع) ست سنين وشهورا، وإختلف الناس في جميع الأمصار إجتمع الريان بن الصلت، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن حكيم، وعبد الرحمن بن الحجاج في بركة زلزل يبكون ويتوجعون من المصيبة فقال لهم يونس: دعوا البكاء، من لهذا الأمر يفتي المسائل إلى أن يكبر هذا الصبي، يعني أبا جعفر (ع)، وكان له ست سنين وشهور، ثم قال: أنا ومن مثلي؟ فقام إليه الريان بن الصلت فوضع يده في حلقه ولم يزل يلطم وجهه ويضرب رأسه. ثم قال له: يا ابن الفاعلة إن كان أمر من الله جل وعلا فإبن يومين مثل إبن مأة سنة، وإن لم يكن من عند الله فلو عمر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة كان يأتي بمثل ما يأتي به أو بعضه … .

تصوير دلالة الرواية على وفق الموازيين العقلية :

1⃣ - أن يكون المقصود البناء على تمامية العدد المذكور، إلا أنه ليس بمعنى صدور الإجابات منه على هذا المقدار من المسائل، وإنما يقصد من ذلك أن الإجابات الصادرة منه(ع) كانت بمثابة القواعد الكلية التي يمكن أن يستنبط منها جملة من الفروع الفقهية، بحيث لو عدّت تلك الفروع بلغت ثلاثين فرعاً فقهياً.
او أن يكون(ع) قد أجاب بمجموعة من الإجابات التي يمكن أن يستفاد منها ثلاثين فرعاً فقهياً آخر، غير ما أجاب به(ع).
وهذا مثل ما يظهر من قوله سبحانه:( ثم اتينا موسى الكتاب تماما على الذي احسن وتفصيلا لكل شئ ) [الانعام: 154] ومعلوم أن توراة موسى كان كتاباً محدود الكلمات ومع ذلك احتوى تفصيلاً لكل شيء فدقق
وليس في هذا الوجه ما يمنع من القبول به خصوصاً المتابع لفتاوى الأعلام ، يجد البيان المذكور جلياً وواضحاً فيها، إذ أن جملة كبيرة منها تتضمن أحكاماً إضافية على ما ذكر يستخرج من بين السطور مثل (لا ضرر ولا ضرار أكثر من الف حكم).
2⃣ - أن يلتـزم بعدم كون المقصود في محل السؤال - المجلس - المكان الواحد، وإنما وحدة المكان، فيقصد من المجلس الواحد، وحدة المنطقة، فليس المقصود مثلاً بيته الذي كان يسكنه في مكة، وإنما يقصد كل ما صدر منه من إجابات في أي واحد من هذه الأماكن ولو في أيام متعددة، فيجمع كل ما أجاب به(ع) خلال تواجده في مكة المكرمة، ويقال عندها بأنه(ع) قد أجاب عن ثلاثين ألف مسألة.
وعليه يكون المدار على الوحدة للمكان، وليست الوحدة للمجلس، بحيث تعتبر المدينة المنورة بأكملها مكاناً واحداً، وليست أماكن متعدد بلحاظ البيوتات، وهكذا.
3⃣ - يلتـزم بكون العدد المذكور عدداً حقيقياً، وكانت تلك المسائل متوافقة مع مسائل الآخرين الذين لم يطرحوا أسئلتهم، فكأنه(ع) عندما أجاب عن واحد، قد أجاب عن أسئلة عشرة مثلاً، لأن البقية كانوا يودون سؤال نفس السؤال المطروح، وليس الإتيان بسؤال آخر، وعليه يكن العدد قد بلغ المقدار المذكور بهذا اللحاظ.
هذا المعنى ليس ببعيد عن الواقع العرفي لان السائلين غالباً إنما يسألون عما يبتلون به من شؤون في المجال الحياتي، سواء في الأحكام الفرعية الفقهية، أم في الأصول العقائدية، وهذا يعني تداخل الأسئلة بعضها مع بعض، كما يلحظ هذا المتابع لفتاوى المراجع العظام، واستفتاءات المكلفين إليهم فتأمل

 

المصدر :

https://www.facebook.com/شبهات-وردود-224457424375893/

 

 
مواضیع ذات صلة: الرد علي شبهات ذنب الادعياء
رجال الأدعیاء...
ما را در سایت رجال الأدعیاء دنبال می کنید

برچسب : ثلاثين,مسالة,مجلس,واحد, نویسنده : al-enherafa بازدید : 181 تاريخ : چهارشنبه 22 شهريور 1396 ساعت: 14:23