علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ ((32))

ساخت وبلاگ

علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ ((32))

علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ ((32))

لم يرتضِ علي شريعتي ظاهرة تكريم السادة وانتقدها بزعمه أنها تهدد وحدة المجتمع وانسجامه وتهدد مبدأ المساواة العامة حيث قال :  يمكن أن نلحظها اليوم في الأوساط الدينية حيث تبرز ظاهرة تكريم السادة المتصلين نسبياً بالنبي على نحو جلي لا خفاء فيه . ((معرفة الإسلام ص59)).

إن الإنسان إذا انتسب إلى الإسلام ازداد شرفا وإذا كان تقيا كان عزيزا كما ورد عن أمير المؤمنين ((عليه السلام)) : ((لا شرف أعلى من الإسلام ولا عز أعز من التقوى)). نهج البلاغة،ص579. وإذا كان الإنسان مؤمنا كان ذا حوبة وعظمة كما ورد عن الإمام الصادق ((عليه السلام)):(( المؤمن أعظم حرمة من الكعبة))الخصال،ص27. وكذا إذا عُد المرء من شيعة أهل البيت ((عليهم السلام)) أو من طلبة العلم أو من حملة القرآن الكريم ونحوها من الكمالات فإنه يزداد رفعة وشرفا بانتسابه إليها ونفس الأمر إذا كان الفرد متصلا نسبيا بأعظم الأنبياء والمرسلين ((صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)) فإنه يكون ذا عز وفخر  بانتمائه لرسول الله ((صلى الله عليه وآله)) كما أنه وردت جملة من الأخبار في مصادر الفريقين تدل على  فضل ومكانة ذلك النسب الشريف :

فقد ورد عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)): ((أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة المكرم لذريتي من بعدي،والقاضي لهم حوائجهم،والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه،والمحب لهم بقلبه و لسانه))أمالي الطوسي،ص369. ومن العامة رواه المتقي الهندي في كنز العمال ،حديث:34180.والطبري في ذخائر العقبى،ج1،ص18

وعنه ((صلى الله عليه و آله)): ((كل نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي.أمالي الطوسي،ص387. ومن العامة رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين،حديث:4730وقال عنه : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (أي البخاري ومسلم). والهيثمي في مجمع الزوائد،حديث:15203 وابن حجر في الإصابة في معرفة الصحابة،ج4،119. وابن سعد في الطبقات الكبرى،ج8،ص463. وابن عساكر في تاريخ دمشق،ج19،ص483.

وعنه ((صلى الله عليه وآله)): ((كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي كل ولد أب فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم))بحار الأنوار،ج25،247. ومن العامة رواه أحمد ابن أحمد في فضائل الصحابة،حديث:1070. وابن أبي نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة،حديث:199. والطبري في ذخائر العقبى،ج1،ص169.

وعنه ((صلى الله عليه وآله)):(( أيما رجل صنع إلى رجل من ولدي صنيعة، فلم يكافئه عليها، فأنا المكافئ له عليها))أمالي الطوسي،ص356 وقد عقد الشيخ الصدوق ((رحمه الله)) في ((من لا يحضره الفقيه)) بابا أسماه((ثواب اصطناع المعروف إلى العلوية)) والحر العاملي في وسائل الشيعة تحت عنوان((استحباب اصطناع المعروف إلى العلويين والسادات)) وأيضا العلامة النوري ((رحمه الله)) في مستدرك الوسائل تحت عنوان((تأكد استحباب اصطناع المعروف إلى العلويين والسادات)) وعنه ((صلى الله عليه وآله)):((عيادة بني هاشم فريضة ، وزيارتهم سنة))مستدرك الوسائل،ج2،ص56.ورواه من العامة الطبري في ذخائر العقبى،ج1،ص15

وعنه ((صلى الله عليه وآله)):((إن الصدقة أو ساخ أيدي الناس وإن الله قد حرم علي منها ومن غيرها ما قد حرمه وإن الصدقة لا تحل لبني عبد المطلب، ثم قال أما والله لو قد قمت على باب الجنة ثم أخذت بحلقته لقد علمتم أني لا أوثر عليكم فارضوا لأنفسكم بما رضي الله ورسوله لكم، قالوا: قد رضينا)) الكافي،باب:الصدقة لبني هاشم وعن الإمام الصادق ((عليه السلام)):((إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فتغشاهم ظلمة شديدة فيصيحون إلى ربهم ، ويقولون : يا ربنا اكشف عنا هذه الظلمة قال : فيقبل قوم يمشى النور بين أيديهم قد أضاء ارض القيامة ، فيقول أهل الجمع هؤلاء أنبياء الله ؟ فيجيئهم النداء من قبل الله تعالى : ما هؤلاء بأنبياء الله فيقول أهل الجمع فهؤلاء ملائكة ؟ فيجيئهم النداء من عند الله ما هؤلاء بملائكة فيقولوا أهل الجمع هؤلاء شهداء فيجيئهم النداء من عند الله ما هؤلاء شهداء فيقولون : من هم ؟ فيجيئهم النداء يا أهل الجمع سلوهم من انتم ؟ فيقول أهل الجمع : من انتم ؟ فيقولون : نحن العلويون نحن ذرية محمد رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) نحن أولاد علي ولى الله نحن المخصوصون بكرامة الله نحن الآمنون المطمئنون فيجيئهم النداء من عند الله تعالى اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم فيشفعون فيشفعون))روضة الواعظين،ج1،ص273

وعن الإمام الرضا ((عليه السلام)):((النظر إلى ذريتنا عبادة فقيل له يا ابن رسول الله النظر إلى الأئمة منكم عبادة أو النظر إلى جميع ذرية النبي ــ صلى الله عليه وآله ــ  قال بل النظر إلى جميع ذرية النبي ــ صلى الله عليه وآله ــ عبادة ما لم يفارقوا منهاجه ولم يتلوثوا بالمعاصي))عيون أخبار الرضا،ج1،ص53

وقد عقد الحر العاملي ((رحمه الله)) في ((وسائل الشيعة)) وفي (الفصول المهمة في أصول الأئمة)) بابا أسماه ((استحباب النظر إلى جميع صلحاء ذرية النبي))

وعن الإمام السجاد ((عليه السلام)):(( لمحسننا حسنتان ولمسيئنا ذنبان))قرب الإسناد،ص357 وعنه ((عليه السلام)):((لمحسننا كفلان من الأجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب))عيون أخبار الرضا،ج1،ص260 وعن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)):((إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني الله فيهم والله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي))روضة الواعظين،ج1،ص335

وعنه ((صلى الله عليه وآله)):((من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل ومن آذى الله عز وجل لعنه ملأ السماوات وملأ الأرض))أمالي الطوسي،ص452 وروي أن صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها، فأقبلت فقال لها عمر: غطي قرطك فإن قرابتك من رسول الله لا ينفعك شيئا. فقالت له: هل رأيت لي قرطا يا بن اللخناء؟ ـــ اللخن: النتن ـــ ثم دخلت على رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) فأخبرته بذلك وبكت. فخرج رسول الله فنادى الصلاة جامعة. فاجتمع الناس فقال ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، لو قمت المقام المحمود لشفعت في حار وحكم لا يسألني اليوم أحد: من أبواه ؟ إلا أخبرته. فقام إليه رجل فقال من أبي يا رسول الله ؟ فقال: أبوك غير الذي تدعي له، أبوك فلان بن فلان. فقام آخر فقال: من أبي يا رسول الله ؟ قال: أبوك الذي تدعي له. ثم قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)): ما بال الذي يزعم أن قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه ؟ فقام إليه عمر، فقال: أعوذ بالله يا رسول الله، من غضب الله وغضب رسوله، اعف عني عفا الله عنك، فأنزل الله((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ))تفسير القمي ،ص189.

موضع الاستشهاد قوله ((صلى الله عليه وآله)):(( ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع)) والطبري أيضا روى القصة باختلاف يسير في بعض ألفاظها ولم يذكر اسم عمر وعبر عنه بـ ((لقيها رجل)) حيث قال:توفى لصفية بنت عبد المطلب ((رضي الله عنها)) ابن فبكت عليه فقال لها رسول الله ((صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم)) تبكين يا عمة من توفى له ولد في الإسلام كان له بيت في الجنة يسكنه فلما خرجت لقيها رجل فقال لها إن قرابة محمد لن تغنى عنك من الله شيئا فبكت فسمع رسول الله ((صلى عليه ــ وآله ــ وسلم)) صوتها ففزع من ذلك فخرج وكان ((صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم)) مكرما لها يبرها ويحبها فقال لها يا عمة تبكين وقد قلت لك ما قلت قالت ليس ذلك أبكاني وأخبرته بما قال الرجل فغضب ((صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم)) وقال يا بلال هجر بالصلاة ففعل ثم قام ((صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم)) فحمد الله وأثنى عليه وقال ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع إن كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وإن رحمي موصلة في الدنيا والآخرة)) ذخائر العقبى،ج1،ص6 وروى الطبري أيضاً عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)):((ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع بل تنفع حتى تبلغ حكم وحاء)) ذخائر العقبى،ج1،ص7. حكم وحاء هما قبيلتان في اليمن.

وروى أحمد ابن حنبل عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)):(( يا معشر بني هاشم ، والذي بعثني بالحق ، لو أخذت بحلقة باب الجنة ما بدأت إلا بكم))فضائل الصحابة،حديث:1022 وروى أيضا أحمد ابن حنبل عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)):((فاطمة شجنة منى يبسطني ما بسطها ويقبضني ما قبضها وانه ينقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب إلا نسبى وسببي))مسند أحمد،حديث:18950.وروي أيضا في ذخائر العقبى،ج1،ص38. وأخرج الطبراني عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)):((من صنع إلى أحد من ولد عبد المطلب يدا ، فلم يكافئه بها في الدنيا ، فعلي مكافأته غدا إذا لقيني))المعجم الأوسط،حديث:1502 وروى الزمخشري عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) عن أمير المؤمنين ((عليه السلام)):((دعاء أطفال ذريتي مستجاب ما لم يقارفوا الذنوب)) ربيع الأبرار،ج1،ص184.

وقال ابن حجر العسقلاني:جاء بسند رواته ثقات أنه قال لفاطمة :إن الله غير معذبك ولا ولدك وفي رواية أنه قال لعمه العباس: يا عباس إن الله غير معذبك ولا أحد من ولدك وفي رواية: يا عم سترك الله وذريتك من النار.الصواعق المحرقة،ج2،ص672 وقال أيضا:أخرج الديلمي ((يا علي إن الله قد غفر لك ولذريتك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك فأبشر فإنك الأنزع البطين))الصواعق المحرقة،ج2،ص467 ولكن ابن حجر حكم بالضعف على هذا الخبر  وما يهمنا في المقام هو الخبر المروي عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) ولا شأن لنا بتضعيف ابن حجر.

وقد استفاد بعضهم من بعض الأخبار المتقدمة أن الله تعالى لا يدخل ذرية الزهراء ((عليها السلام))) نار جهنم ولا يعني هذا أنهم غير محاسبين على أعمالهم وإنما نظير ما ورد في شأن المؤمن من أن الله تعالى يكفر ذنوبه ببلاءات الدنيا فإذا بقي منها شيء ففي سكرات الموت فإن بقي منها ففي البرزخ فإن بقي ففي أهول القيامة حتى يدخل الجنة وليس عليه شيء كما ورد عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) : قال الله ((عز وجل)) : ما من عبدا أريد أن ادخله الجنة إلا ابتليه في جسده فان كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ضيقت عليه في رزقه فان كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا شددت عليه الموت حتى يأتيني ولا ذنب له ثم ادخله الجنة))مشكاة الأنوار،ص226 وورد عن الإمام الصادق عن أبيه ((عليهما السلام)):((إذا ما أصاب المؤمن من تلك الموبقات شيئا ابتلاه الله ببلية في جسده أو بخوف يدخله الله عليه، حتى يخرج من الدنيا وقد خرج من ذنوبه))المحاسن،ص173.

وعن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله ((عليه السلام)):((والله لا يصف عبد هذا الأمر فتطعمه النار قلت إن فيهم من يفعل و يفعل فقال إنه إذا كان ذلك ابتلى الله تبارك وتعالى أحدهم في جسده فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ضيق الله عليه في رزقه فإن كان كفارة لذنوبه و إلا شدد الله عليه موته حتى يأتي الله و لا ذنب له ثم يدخله الجنة))المحاسن،ص172 وروي عن يعقوب بن شعيب قال:قلت لأبي عبد الله ((عليه السلام))):((رجل يعمل بكذا وكذا فلم أدع شيئا إلا قلته وهو يعرف هذا الأمر فقال هذا يرجى له والناصب لا يرجى لهو إن كان كما تقول لم يخرج من الدنيا حتى يسلط الله عليه شيئا يكفر الله عنه به إما فقرا و إما مرضا)) المحاسن،ص173

وعن أبي الصباح الكناني قال : كنت أنا وزرارة عند أبي عبد الله ((عليه السلام)) فقال : لا تطعم النار أحدا وصف هذا الأمر فقال زرارة إن فيمن يصف هذا الأمر من يعمل موجبات الكبائر فقال أو ما تدري ما كان أبي يقول في ذلك أنه كان يقول إذا تاب الرجل منهم من تلك الذنوب شيئا ابتلاه الله ببلية في جسده أو خوف يدخله عليه حتى يخرجه من الدنيا و قد خرج من ذنوبه)) المحاسن،ص173.

عن الحسن بن على عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر ((عليهما السلام)) قال: قيل للصادق ((عليه السلام)) : صف لنا الموت قال : للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه وينقطع التعب والألم كله عنه وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب واشد. قيل: فإن قوما يقولون: أنه اشد،نشر بالمناشير وقرض بالمقاريض ورضخ بالأحجار وتدوير قطب الأرحيه على الأحداق قال: كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين إلا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد؟ فذلكم الذي هو اشد من هذا الأمر عذاب الآخرة فانه اشد من عذاب الدنيا قيل: فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع فينطفي وهو يحدث ويضحك ويتكلم؟ وفي المؤمنين أيضا من يكون كذلك وفي المؤمنين والكافرين من يقاسى عند سكرات الموت هذه الشدائد فقال: ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو تعجيل ثواب وما كان من شديد فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نقيا نظيفا مستحقا للثواب الأبد لا مانع له دونه وما كان من سهولة هناك على الكافر فليوفى اجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة وليس له إلا ما يوجب عليه العذاب وما كان من شده على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب الله له ذلكم بان الله عدل لا يجور.عيون أخبار الرضا،ج2،ص249.

وعن الإمام الكاظم ((عليه السلام)):((لا والله لا يخرج ولينا من الدنيا إلا والله ورسوله ونحن عنه راضون، يحشره الله على ما فيه من الذنوب مبيضا وجهه، مستورة عورته، آمنة روعته، لا خوف عليه ولا حزن وذلك أنه لا يخرج من الدنيا حتى يصفى من الذنوب إما بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض، وأدنى ما يصنع بولينا أن يريه الله رؤيا مهولة فيصبح حزينا لما رآه فيكون ذلك كفارة له، أو خوفا يرد عليه من أهل دولة الباطل أو يشدد عليه عند الموت فيلقي الله ((عز وجل)) طاهرا من الذنوب)) بحار الأنوار،ج27،ص137

كما أن فضل ومكانة النسب الشريف الواردة في الأخبار لم تكن بالشيء الغريب وإنما هي نظير ما ورد في حفظ وإصلاح ذرية المؤمن فقد ورد عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)):((إن الله يصلح بصلاح العبد ولده و ولد ولده، و يحفظه في دويرته والدور حوله ما دام فيهم.أمالي الطوسي ص535 وعنه ((صلى الله عليه وآله)):((إن الله ليخلف العبد الصالح من بعد موته في أهله وماله وإن كان أهله أهل سوء. ثم قرأ هذه الآية إلى آخرها: (وَكانَ أبُوهُما صالحِاً).تفسير العياشي،ج2،ص353.

وعنه ((صلى الله عليه وآله)):(( إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه لتقر بهم عينه)) ثم قرأ ((والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم))تفسير الصافي،ج5،ص80.المستدرك على الصحيحين،حديث:3703 وعن الإمام الصادق ((عليه السلام)):((إن الله ليحفظ ولد المؤمن إلى ألف سنة ، وان الغلامين كان بينهما وبين أبويهما سبعمائة سنة))تفسير العياشي،ج2،ص350

وعنه ((عليه السلام)):((إن الله ليصلح بصلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده ، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله ثم ذكر الغلامين فقال : (وكان أبوهما صالحا ) ألم تر أن الله شكر صلاح أبويهما لهما.تفسير العياشي،ج2،ص350

أما في مجال الكرامات لنسب الشريف فقد ذُكرت الكثير منها  في مصادر الفريقين وقد ذكر جملة منها ابن الجوزي الحنبلي المتوفى سنة 654هـ وهو سبط الحافظ أبي الفرج عبد الرحمن في كتابه ((تذكرة خواص الأمة)) 

ولكن قد يستشكل بعضهم ويقول :

إن جعل هذه المنزلة والرفعة لذرية المباركة يتنافى ويتعارض مع قوله تعالى ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) والجواب على هذا الاعتراض يكون بعدة أجوبة يصلح كل واحد منها أن يكون جواباً مستقلاً عن الآخر:

أولا ً: إن هذا الاعتراض مجرد دعوى لا دليل عليها فلم يكن ذا قيمة علمية ومعرفية.

ثانياً : إن هذا الفضل والمكانة لنسب الشريف ورد في الأخبار المستفيضة إذا لم نقل المتواترة في مصادر الخاصة والعامة فلا سبيل لإنكاره.

ثالثا : إن هذه المزايا لذرية المباركة ورد نظيرها في ذرية المؤمن كما تقدم ذكره من الأخبار فردها يقتضي رد ما ورد في ذرية المؤمن أيضا والتالي باطل ولا سبيل لإنكاره والمُقدم مثله،كما أنها نظير ما تقدم من الانتساب إلى الإسلام والتقوى ونحوهما.

رابعاً : لا يوجد تنافي بين هذه الأحاديث الواردة في مكانة النسب الشريف والقرآن الكريم وإنما هي نظير ما ورد في تبجيل العالم ، وطاعة الوالدين ، والميزة للأخ الأكبر  بالحبوة والاحترام ، وتوقير الكبير ونحوها.

خامساً : إن هذه المكانة والرفعة للنسب الشريف لا تتنافى وقوله تعالى:((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) بل هي من صميمها حيث إن الله تعالى أكرم ذرية نبيه ((صلى الله عليه وآله)) لتقواه ولكونه أتقى الخلق جميعا.

وبعد هذه المقدمة الطويلة لا أقول سوى شيءٍ واحدٍ : لا يحق لعلي شريعتي أن يحكم أهوائه ومزاجاته في أمورٍ جاء بها الشرع المقدس فيرتضي ما طاب لها وينفي ما لم يحلو له منها.

الشیخ هشام کاظم

المصدر  

‏علي شريعتي مفكرٌ أم منحرفٌ‏

https://www.facebook.com/groups/1200401219983735


مواضیع ذات صلة: الرد علي تخاريف وإدعاءات علي شريعتي رجال الأدعیاء...
ما را در سایت رجال الأدعیاء دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : al-enherafa بازدید : 192 تاريخ : شنبه 17 تير 1396 ساعت: 16:54