هل يموت فضل الله وهو من المنظَرين؟!

ساخت وبلاگ

هل يموت فضل الله وهو من المنظَرين؟!

أموات غير أحياء، حتى يبعثون، وقلوب منكرة وهم مستكبرون… الضال المضل محمد حسين فضل الله، انتصب حياته كلها وثناً يُعبد، وعلا في السفهاء هبلاً يُمجَّد، وسخَّر الحمقى والمغفلين مطايا تُركب، وتقدَّم المتهتكين الخليعين إماماً يُحتذى وكعبة تُقصد، كانوا يجدون في نهجه السلوة والعزاء عن حرج الإلتزام، والمخرج من مشقة التعبُّد والعمل بالأحكام، زيَّن لهم الانحلال ديناً، ولبَّس عليهم الحسيَّـة مذهباً، وزخرف لهم الإباحية شريعة ومنهجاً. وما زال في ظلماته ليس بخارج منها، حتى تقحَّم وتمادى ليجحد مصاب سيدة النساء وينال من قدس الأقداس، أغار ليطمس ناموس الله إرضاءً للأبالسة والأرجاس، غلبه الجهل وركبه “أبومرَّة” ووقبه، وفعل فعلته فيه، سوَّل له ووسوَس، فاستحوذ عليه وأنساه حجمه، اغتر بسطوته وانتعش بقدرته، فاستخف واستهان بجذوة النور التي أُودعت قرط العرش فشعَّ الوجود بالسنا وجلل الكون الضياء، وتغطرس وتبختر فرام كسر أيقونة الملائكة التي تتبرك بها في السماء… فلما بلغ الحِمى ودنا من الحياض، حلَّ به غضب الله، فابتدر تعالى جنوده، ليحتوشوه فيُرْدُوه ويصرعوه، وجَّه إليه العزيز القهار أولياءه، وسدد وأرسل سهامه، فنهض حماة دينه وفرسان شريعته ومعاقل غيرته، راغ عليه الميرزا التبريزي والوحيد الخراساني ضرباً بيمين إبراهيمية حطّمته، كشفت للمغترِّين به وبيَّنت أن الآفلين لا يُعبدون، والصغار في ميزان الحق وعالم الحقائق، مهما زيّف الإعلام وأغوى، وأضل المال وأغرى، لا يكبرون، “وكذلك جعلنا في كل قرية أكبر مجرميها ليكفروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون”، كما أخبرت وعرَّفت قوى الشر التي تقف خلفه، من ماسونية ودول وحكومات ودوائر مخابرات، وأفهمتهم بأن هناك خطوطاً حمراء تسقط معها التقية التي تكف أيدينا وتمسك غضبنا، وأنَّ دون المقدسات أنفس تزهق وأرواح تفدى، وأنَّ في رجال الشيعة غيارى فدائيين، بصراء واعين، لن تنطلي عليهم المكائد الشيطانية ولن تخدعهم التلبيسات الماسونية.

من هنا، بعد أن خرجوا أو أُخرجوا من الباب، عادوا متسورين الجدار، متوغلين من النافذة، عبر جنازة رعتها الماسونية العالمية، فحشدت لها ما استطاعت، وقد استزل الشيطان بعض المؤمنين الأخيار، فحسبوا أنهم سيركبون الدابة ويقودونها إلى أهدافهم، ويسوقون البهيمة ليحتلبوها في مرابضهم وحظائرهم، وهنا ضرع يدرُّ ثروات، شركات وعقارات وأسهم ومؤسسات وجمعيات وأموال منقولة وغير منقولة تناهز المليارات! ولكن خاب ظنهم، فقد أحكم الهالك وصيته، وضبط الشيطان وديعته! فهو في الحقيقة لم يمت، ما زال يُقلَّد، وما برح يقود ويسوق، وما فتئ يضلُّ ويغوي! هكذا كان الفتى العابث الماجن، ثم الشيخ الضليل الفاجر في حياته ميت الأحياء، مثله في الظلمات ليس بخارج منها، ثم صار في موته حياً، فهو من المنظَرين إلى يوم الوقت المعلوم… لم يمت فضل الله، كما لم يعش لحظة عيشة الأخيار الشرفاء، كان وهو يصلي، يركع لشهواته ويسجد لأهوائه، وكان حين يبكي في دعاء كميل يتحسَّر ويتقطَّع من حسده العلماء ومنافسته الزعماء…

من هذه السَّبَخة الموات، واليبَس الكنود، ومن هذا القعر الآسن الموبوء، والبئر النزَح القُطوع، يخرج ياسر عودي بين الفينة والفينة ليجتر ما أُلقم من نجْو التهجين وسلح الالتقاط… يهرِّج ويسخر، يتهكَّم ويهزأ، يكذب ويفتري، يسحق العلم ويدوس الفهم، يطفر كقرد ويتهرب كفأر، يُفرغ سموماً يعجز عن بثها النواصب، يهتك مقدسات الشيعة ويستبيح حرمات المذهب، ويستفز أبناء الطائفة ويهينهم ويحقِّرهم، ثم إذا انتفض الرجال ونهضت الغيرة في أنفس الأبطال، راح يبكي الفتنة ويندب السلم ويستنجد بالفكر!

بائس بذيء يقتات على نثيله وروْثه، وداعر صفيق يعيش على سُحت يتلقاه من نهب أموال الأيتام ودعم حكومات الظلام، وسافل دنيء لا يعرف حرمة ولا يقف عن حد، جنى على نفسه حين فجر في خلاعته وتمادى في وقاحته فتجرأ على رسول الله صلى الله عليه وآله، ففجَّر غضبة محمدية علوية، نهض بها الغيارى من أبناء جبل عامل، الموئل الذي طالما رفد التشيع، ونهض بأعباء حفظه والدفاع عنه، وهذه نتاجات علمائه وعطاءات أبنائه، ما زالت معتمدة كمتون تدريسية في الحوزات العلمية.. وإذا بتافه حقير يريد أن يزيل هذا المجد، ويلوث هذا الفخر، بأداء سوقي مبتذل، وجرأة ووقاحة لم يبلغها العلمانيون والإلحاديون!

إذا عنى الأمر شيئاً، فهو يعني أن الصراع بين الحق والباطل حقيقة أبدية أو لا نهائية، منذ أن تشعشع نور الله وظهر، فأمر سبحانه وتعالى كلَّ شيء بالسجود والخضوع له (وذروة “الأشياء” كانت الملائكة)، حباً وكرامة، ونهجاً لسموِّها وسبيلاً لبلوغها كمالها، فأبى إبليس واستكبر، وما زال الأمر يتكرر في كلِّ طور ونشأة، وفي كلِّ عالم تقلَّبت فيه الكائنات، من الأظلة إلى الذرِّ فالدنيا… وحتى يوم الوقت المعلوم، كانت وما زالت الحرب قائمة، والمعارك محتدمة ضارية، تدور رحاها بين الحق الذي يجمع الساجدين الخاضعين، والباطل الذي يضمُّ العصاة المستكبرين. هكذا انقسمت الكائنات وتشعَّبت فئات وجماعات، تتبع كلٌّ منها وتنتهي في سعيها وحراكها إلى جهة وتتموضع في جبهة.. وها هي الجبهات تلتهب والمعارك تحتدم. وبعد هذا، فهو يعني أن الشيطان مُنظَر موعود، لا يستسلم ولا يموت، وأن الضال المضل محمد حسين فضل الله هو أحد أعمدته واسطواناته، وهو ما زال يلهث في مضماره ويعدو في ميدانه ويخدم في بلاطه، حتى وهو رمة بالية تقطعه النيران في قبره، فهذه ألسنة لهيب حفرته تتصاعد في الكويت والخليج لتجتذب فراش النار، وهذا شخصه يمتثل في الضاحية، وصنمه ينتصب في البقاع والجنوب، يسجد له من باع دينه وآخرته بحلق اللحية والاستمناء وأكل ثمار البحر ولعب الورق والإفطار قبل سقوط قرص الشمس والعيد دون رؤية الهلال ومصافحة النساء والارتزاق من بيع الخمور.. والأخطر من هذا وذاك، التفريط بالولاء، وبيع النجابة وطهارة المولد، لمجاراته في إنكار فضائل آل محمد وبخسهم مقاماتهم ومراتبهم التي رتبهم الله فيها، ثم التشكيك في مصائبهم وما جرى عليهم.

إنها حرب، وهما فئتان لا تلتقيان، وجماعتان لا تتصالحان: يتولى الأولى الإمام من آل محمد، ويقود الثانية الشيطان… ولكل مواقعه وأدواته وأسلحته وجبهاته، إنه صراع المساجد والحسينيات والفضائل والعلم والأخلاق، مع الملاهي والمراقص والرذائل والزيف والمخدرات، وسيبقى إلى أن تقوم الساعة. حتى في القيامة الصغرى (الرجعة)، التي سينتصر فيها الحق ويغلب، ويرث الله الأرض ومن عليها، ويمكَّن المستضعفون ويتولون البلاد والعباد.. لن ينتهي الباطل المهزوم ولن يستسلم، بل سيبقى على مكابرته وعناده، ويتحين الفرصة لاغتيال المولى وتقويض دولة الحق، حتى ينفخ في الصور وتقوم الساعة والقيامة الكبرى.

ساذج من يحسب أن القضايا العامة والحوادث الواقعة والظواهر التي تحكم حركة الأمم والمجتمعات وتؤثر في مصير البلاد والعباد، هي أمور تلقائية، تظهر عرضاً وتطرأ اعتباطاً، وأنها تتكوَّن بعفوية وتراتبية طبيعية في سياق التفاعل الاجتماعي و”التدافع” والتقاطع الذي يولد الحاجة ويبعث الحركة ويأخذ في اتجاه يفرز هذه القضايا ويشكِّل تلك الأحداث. ومغفَّل من يتعاطى مع التكتلات والتيارات والمنظمات والأحزاب، سياسية كانت أم دينية، التي تنشأ في خضم ذلك التدافع والصراع، من منطلق خطابها وشعاراتها. وغرير من يصدِّق شعارات هذه الأحزاب والجماعات، ويؤمن باللافتات التي تتحرك خلفها، يظن بها خيراً، ويتناغم مع دعواتها والعناوين التي تضعها كمبررات لنشوئها وظهورها، وأهداف ترمي إليها وتتطلَّع لتحقيقها، كالحرية والعدالة والمساواة، وما إلى ذلك من قيم إنسانية تُنهي الفقر والجهل والمرض في المجتمعات، وتأتي بالخير والسعادة والرفاه… إن جلها واجهات لكيانات شيطانية، وأغلبها منظمات وحركات إبليسية.

إن تيار فضل الله واحد من أخطر ما أسسته الماسونية العالمية، وأخبث ما دعمته حكومات وأنظمة الفساد في العالم، وأبرز ما تكفَّله الشيطان وتعاهده، ووفر له الحماية والرعاية، وكلأه واحتضه، وأتاح له الأدوات وبذل له الإمكانيات ومنحه القدرات التي تمكِّنه من دور وأداءٍ ينذر بهدم الدين ويتيح تقويض المذهب ويتوعَّد بسحق الطائفة ويتهدد بإنهاء وجودها.

ما دامت قناة “الإيمان” تبث الكفر، بل ما دامت ولما تُغلق وتُحظر، وما دام لقطاء فضل الله يعتمرون العمائم ويجترون قيئه ويفزُّون قيحه ويفصُّون صديده، ويبثون سمومه وينشرون ضلالاته… فلا مناص من الصراع، ولن نخدع بعد اليوم بمقولة: مات الرجل فلماذا المثلة بجثته، وأميرالمؤمنين يوصي: “إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور”؟.. إنهم مدفوعون، قبضوا الأثمان مقدماً، وهم يؤدون ما عليهم تجاه أسيادهم، وما زالوا في هذا، وسيمضون عليه حتى يشكك عوام الشيعة بأوليات دينهم وتتزلزل بديهيات مذهبهم، وينزل بأصل الإمامة ما نزل بعلم المعصوم وعصمته وولايته التكوينية والتشريعية، وما طال مصائبهم وما جرى عليهم من أعدائهم، وهذا ما لن تسمح به حوزاتنا ومرجعياتنا، ومعها جيوش مجيشة من جماهير الإيمان والولاء، يرفعون صرخات الحق والاحتجاج، ويشهرون أقلام المبارزة والكفاح… لقد تركنا لهم دنياهم، وأخلينا بينهم وبين ملكهم وإثرائهم وشهرتهم ورئاساتهم، مقابل أن يتركوا ديننا ويكفوا عنه، فإذا أبوا إلا النيل منه والطعن فيه، سننقل المعركة إلى جبهتهم، وننتقل من الدفاع إلى الهجوم، وسنفضح فساد سياساتهم بعد انحراف عقائدهم، وسيصدر مراجعنا العظام أحكامهم بإبطال أحزابهم ومقاطعة سلطاتهم، ما داموا يسخرونها لمحاربة ديننا.

بقلم | عباس بن نخي

المصدر:

https://abbasbennakhi.wordpress.com/2017/06/21/%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%85%d9%88%d8%aa-%d9%81%d8%b6%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d9%87%d9%88-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b8%d9%8e%d8%b1%d9%8a%d9%86%d8%9f/


مواضیع ذات صلة: عندما ينتحل الذئب عمامة ( الرد على ياسر عودة ) رجال الأدعیاء...
ما را در سایت رجال الأدعیاء دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : al-enherafa بازدید : 174 تاريخ : جمعه 2 تير 1396 ساعت: 14:52